عرض المقال
انتظروا بهية أم طرحة وجلابية
2013-06-21 الجمعه
تصلنى مقاطع «يوتيوب» كثيرة تهاجم «د. مرسى» والإخوان وأستمع إلى مداخلات كثيرة فى الفضائيات عبارة عن منصات مدفعية ثقيلة ضد هذه الجماعة الغاصبة المغتصبة، وهذا التنظيم السرى العالمى الذى أراد مصر ولاية إخوانية لا وطناً مستقلاً، لكن أسخن هذه المقاطع وأكثرها حرارة وحماساً هو المقاطع التى تظهر فيها السيدة البسيطة التى تكاد تفك الخط بجلبابها الأسود وطرحتها المصرية المميزة، وأيضاً المداخلات التليفونية التى هى لنفس الست بنت الحارة الشعبية التى تتحدث بعفوية وجسارة وجرأة تتفوق على كثير من المثقفين، ست شعبية تتحدث بمنتهى البلاغة والحكمة، بلاغة بدون بهرجة لفظية وتلاعب بالكلمات وسجع وجناس، ولكنها بلاغة الصدق والوصول إلى الهدف دون لف ودوران، وحكمة مغموسة فى تجارب السنين وقهر السلطات المتعاقبة وليست الحكمة الساكنة سطور الكتب الخرساء، ولكن لماذا هذه السيدة البسيطة بهية أم طرحة وجلابية هى التى نراهن عليها كوقود الثورة القادمة؟ ولماذا هى المدفع الرشاش الذى لا يهدأ فى مقاطع ومداخلات «اليوتيوب» والفضائيات ودون أن تتسول تصويراً أو تطلب تغطية ورصداً؟، ببساطة لأنها المكوية بنار الأسعار فهى وزيرة مالية البيت التى يدهسها كل يوم بلدوزر الغلاء، هى المطلوب منها أن تلعب أكروبات وتمارس ألعاب الفهلوة وتتآمر على الزمن والظروف وتُسيّر البيت وتدير الأسرة بالعشرين جنيه اللى سايبهم جوزها البنا أو الفواعلى أو الأرزقى اليوم بيومه، وأحياناً هى المطلوب منها أن تعمل فى البيوت لتُعيل الأسرة بما فيها زوجها العاطل الذى ينتظرها ليتشاجر معها، طلباً لثمن قرش الحشيش!!!، هى المطحونة التى صدّقت الإخوان عندما استغلوا فقرها ونفحوها الزيت والسكر وأحلام النهضة، فاكتشفت أنها مسكت الهوا بإيديها وقبضت على الفنكوش بجوارحها!!، بهية أم طرحة وجلابية هى وقود الثورة القادمة بعد تلاتين يونيو، فهى التى تشترى من البقالة وع النوتة ولا تشترى من السوبر ماركت، هى التى تذهب للسوق وتسأل فين الأرخص، وتتأكد من السعر وتحفظه وتفاصل فيه ولا تلملم حاجياتها مثل الأخريات فى سلة أو عربية سوبر ماركت دون سؤال عن السعر!، بهية أم طرحة وجلابية هى التى تُخرج البوك من صدرها الأقوى من أى خزانة بنك وتعد الربع جنيه والنص جنيه ولا تحتفظ بالجنيه المتآكل أو الخمسة جنيه المبلولة أو العشرة جنيه اللى مش باين أرقامها وتطلّع عين البيّاع لغاية ما يستقروا ع التَمن، وغالباً ما تاخد حاجة إكرامية فوق البيعة، هى ليست على الإطلاق ولا تمت بأدنى صلة لمن تدفع بالفيزا وتوقّع على وصل الكريديت وتسحب بكارت الدبت من الماكينة!!، بهية أم طرحة وجلابية هى من ستدك حصون الإخوان، هى المدفعية الثقيلة للثورة، هى طائرات «الفانتوم» و«الميج» التى ستنفّذ الطلعات الجوية من قاعدة الوطن ضد خنادق العصابة، بهية ذات الجلباب الأسود والطرحة المصرية هى الترمومتر الحقيقى وجهاز الإعلام الشعبى ونايل سات الحارة والزقاق والقرية والكفر والعزبة، ستكون أغنية الثورة هى كلمات عمنا أحمد فؤاد نجم الذى ستتحقق نبوءته:
مصر يامه يابهيه.. يام طرحه وجلابيه.. الزمن شاب وانتى شابه.. هو رايح وانتى جايه.. جايه فوق الصعب ماشيه.. فات عليكى ليل وميه.. واحتمالك هو هو.. وابتسامتك هى هى.. ..
فى انتظارك يا بهية عشان الصبح يطلع بعد ليلة ضلمة ومغربية منهكة.